الرئيسية مقالات السعادة

السعادة

moda 3369
السعادة
واتساب ماسنجر تلجرام
بقلم: أميرة مصطفي
“رصــــد الــــوطـــن”

دومًا نتساءل عن شعور بعض الأشخاص عن السَّعادة الحقيقية التي تلازمهم رغم كل الصعاب التي تواجههم والآلام المحيطة بهم ولكن في كل الأحوال نسعي دائمًا إلي تحقيق السَّعادة المرجوة وتبقي هنا الأسئلة التي تطرأ علي أذهاننا .
ما هي السعادة؟
هل توجد سعادة بالفعل في الدنيا أم هي في الآخرة فقط ؟
وإن كان هناك سعادة بالفعل كيف نحققها؟ ولماذا الكثير منا يفتقدها؟
هل السَّعادة شئ مادي أم معنوي ؟ أم تجمع بين هذا وذاك ؟
كل هذه تساؤلات تتراوح علي أذهاننا جميعا لذا دعونا ننتقل معًا إلي العالم الذي يحوطنا ونتعرف سويًا ما هي السَّعادة وكيف نجلبها لقلوبنا وكيف نصل لمرحلة الراحة وهدوء النفس
هيا بنا ننتقل معًا في رحلة إلي العالم الآخر العالم الملئ بالراحة والسَّعادة لنجلب منه سعادتنا ونتقاسم معه الحياة السعيدة
 ونبدأ حديثنا من حيث تعريف بعض الفلاسفة للسعادة حيث عرفها البعض منهم بأنها مظلة تستقر تحتها كل مظاهر الحياة الناجحة.
ومن هنا نلاحظ أن الفلاسفة ربطوا السَّعادة أو اقتصروها علي النجاح والفلاح فالشخص الناجح هو الشخص السعيد بالفعل هذا من وجهة نظر البعض منهم
ونري أن (روسو) يؤكد أن الفضيلة المبنية على الإيمان بالله واليوم الآخر ضرورية للسعادة
فمن وجهة نظره أن الفضيلة هي السبيل للسعادة
وأما عن رأي المعلم الأول (أرسطو ) قال في تعريفها:
(أن السَّعادة هي المعني والهدف الأساسي للحياة هده سعادة الإنسان إلي أن يرحل عن هذه الحياة )
وقال الفارابي في تعريفه للسعادة (يري أن السعادة هي الغاية القصوي التي يشتاقها الإنسان ويسعي إلي الحصول عليها ،والسعادة هي أسمي الخيرات ،وبقدر ما يسعي الإنسان إلي بلوغ ذا الخير لذاته ،تكون سعادته كاملة )
فهذا من وجهة نظر بعض الفلاسفة وأما عن وجهة نظرنا نحن
فكل منا يراها بحسب نصب عينه وعندما سألت البعض عن وجهة نظره أو ماهية السَّعادة عنده فكانت الردود كالتالي :
1_أري سعادتي في طاعة الله ورضاه
2-أري سعادتي في التنزه والخروج مع أصحابي
3_أري أنها في إرضاء والدي عني
4- لا أري سعادة مطلقا مذ وجودي في الحياة إلا ف طفولتي إلخ إلخ
كان هذا عرض موجز عن تعريف السَّعادة من وجهة بعض الفلاسفة والبعض منا أيضا
 وأما عن وجود السَّعادة في حياتنا هذه
فإننا نعتقد أن هناك سعادة بالفعل وإلا لما خلقنا الله ؟!
لم يخلقنا الله عبثًا أو لنشقي ونحزن حاشاه سبحانه، فالله خلق السَّعادة والحزن لأن لولا أحدهما ما عُرفت الأخري
سبحانه ميز الأشياء بضدها فلولا الحزن ما عُرف السرور
فالله خلقنا وسخر لنا كل الطبيعة وأعطي لنا الحياة الطيبة الكريمة وجعل نصيبنا من السَّعادة أكثر بكثير من الحزن ولكن نحن من نفرض علي أنفسنا التعاسة والشقاء وهذه هي طبيعة النفس البشرية لا تتمتع بالجانب المظلم في حياتها حتي في عدم وجوده دائمًا نتوقع البلاء قبل وقوعه ودائمًا نترك أنفسنا لهمزات الشيطان ليجول بنا كيف يشاء ومتي أراد
فكل ما أود أن أقوله إن السَّعادة موجودة بالفعل ولكنها سعادة نسبية ليست بالمعني الكامل لها ولا ذروتها الحقيقية وإلا لما الحياة الآخرة ؟
بينما يؤكد (سعيد النورسي) في ماهية السعادة
أن الإنسان لم يأت إلى هذه الدنيا للتمتع والتلذذ كما يدعي الماديون، والشاهد على ذلك: رحيل كل آت، وتشيّب الشباب، وتدحرج الجميع في دوّامة الزوال والفراق. وبينا ترى الإنسان أكمل الأحياء وأسماها وأغناها أجهزة بل هو السيد عليها جميعاً، إذا به بالتفكر في لذات الماضي وبلايا المستقبل، يقضي حياته في كدر ومشقة هاوياً بنفسه إلى دركاتٍ أدنى من الحيوان.
فالإنسان إذًا لم يأت إلى هذه الدنيا لقضاء عيش ناعم جميل مغمور بنسمات الراحة والصفاء، بل جاء إلى هنا ليغنم سعادة حياةٍ أبدية دائمة بما يُسّر له من سبل التجارة برأس ماله العظيم الذي هو العمر
فجعل (النورسي ) السعادة في الدنيا منقوصة ونسبية والسعادة الحقيقة الكاملة هي ما تكون في الآخرة وأما ما نتمتع به أو نعيشه فهذا جزء مجزوء منها ولحظات عابرة سريعًا ما تزول
وكما قال علي طنطاوي(إنكم سعداء ولكن لا تدرون ،سعداء إن عرفتم قدر النعم التي تتمتعون بها ،سعداء إن طلبتم السعادة من أنفسكم لا مما حولكم )
وقال رسولنا الكريم (صلي الله عليه وسلم ) :الدنيا كلها متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة (صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم
وقال الله تعالي في كتابه العزيز “من عمل صالحًا من ذكر أو أنثي وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ” (النحل 97)
وفي آيه أخري يقول “فمن اتبع هداي فلا يضل ولايشقي ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا”
ومن هنا نقول :
السعادة ليست مقصدًا بل هي رحلة ،السعادة ليست الغد بل هي الآن ،السعادة ليست الاعتماد علي الآخرين إنها قرار
ويتضح لنا هذا من قول أرسطو :السعادة لا تتوقف علي الآخرين ولكن علينا
 وأما عن مادية السَّعادة أو معنويتها ؟
فالسَّعادة منها ما هو مادي ومنها ما هو معنوي :
مادي (الصحة الجيدة – الأسرة الناجحة – الزوجة الصالحة – المسكن –العمل الطيب – اللبس الحسن – الطعام الجيد – المال إلخ إلخ)
معنوي (العلم والمعرفة – الإيمان بالله – الرضا بالقدر – عمل الخير – مساعدة المحتاج – السير علي الفضيلة – البعد عن الرزيلة -الصداقة إلخ إلخ )
وبلا شك فإنه لا أحد منا يستطيع أن يحصلهما سويًا لأن هذه إرادة الله في توزيع السَّعادة ونصيب كل منا منها
وأختم مقالي هذا بهذه المقولة التي دائمًا ما تروق لي :
السعادة قرار أن تملكه وتعبر عنه ، فلا تجعل سعادتك عند الآخرين فيعطوك أو ينقصوك حسب أحولهم وتقييمهم لك ، كن حرًا وتمتع بسعادة تليق بك

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *