الرئيسية اخبار عاجلة الطلاق ناقوس خطر يهدد المجتمعات

الطلاق ناقوس خطر يهدد المجتمعات

moda 1704
الطلاق ناقوس خطر يهدد المجتمعات
واتساب ماسنجر تلجرام
كتب مصطفي الحلواني

رصد الوطن

الطلاق هو أبغض الحلال عند الله وهو قنبلة موقوتة تهدد الكيان الاسري الذي يعتبر نواة المجتمع، فانهيار العلاقات الزوجية يعني تشتت الاسر وهدم كيانها وضياع أفرادها… وبنظرة عابرة على الواقع نكتشف أن جميع أطراف النزاعات الاسرية المدمرة خاسرون، بداية من ازوج الذي سيهجر العش الذي ألفه والزوجة التي يسكن اليها… مرورا بالزوجة التي ستواجه نظرة المجتمع القاسية التي لا ترحم لكونها مطلقة، وانتهاء بالاطفال الضحايا الضائعين في الات الطلاق الذين يدفعون ثمن انهيار البيت العائلي، فالطلاق قد يدفع بالفرد الى هاوية تعصف بشخصيته أو ندم يمزق داخله أو مصير مجهول يعصف به.
في البداية نشير الى أن لفظ «الطلاق» لغويا مأخوذ عن «الطلاق» وهو «الارسال» و»الترك» وفي الشرع يعني حل رابطة الزواج وإنهاء العلاقة الزوجية، والطلاق في الاسلام إجراء ممجوج ومرفوض إلا في حالات الضرورة، ذلك أن الطلاق كفر بنعمة الله سبحانه والزواج نعمة والكفر بالنعمة حرام.
وبرغم ان كافة الشرائع السماوية حددت لكلا الزوجين حقوقه وواجباته إلا أن البشر لا يلتزمون بما لهم وما عليهم لاختلاف طباعهم وسلوكهم، لكن الخطير أن هذا الاختلاف ينعكس على مصير أفراد الاسرة من زوج وزوجة وأطفال.
ويوضح العلماء أن الزوجة تعاني من ضغط نفسي قوي بعد مرحلة الانفصال نتيحة عدد من العوامل المترابطة التي لا يمكن الفصل بينهما، منها:
* الطلاق الذي يقع بعد فترة طويلة من الزواج، يضع المرأة المطلقة في وضع يسوده الشعور بالقسوة والضياع.
* السن عند الطلاق: فكلما كان الطلاق أقرب لسن الاربعين، كانت الضغوط النفسية عليها أشد وأقسى.
* ظروف الطلاق: فالطلاق المفاجئ الذي يتم بمبادرة من الزوج ومعارضة من الزوجة له أثر نفسي شديد الوطأة على المرأة.
* الحالة المادية والتعليمية للزوجة: فلا شك أن للطلاق تبعات مادية كبيرة وضغوطا حياتية شبه يومية. فاذا ما كانت الزوجة في سعة مادية ولديها مؤهل علمي يعينها على العمل، كان ذلك سندا لها في مواجهة تلك الضغوط الناجمة عن الطلاق أما اذا كانت في وضع مادي محدود وليس لديها مؤهل تعتمد عليه فإن الضغوط تزداد عليها.
* آلام صامتة
المطلقة عادة ما تحارب كثيرا من أجل إنقاذ حياتها الزوجية، قبل أن يحدث الطلاق وعندما تعييها الحيلة تلجأ الى الانفصال هذا القرار يجعلها تشعر بالمرارة والحزن لينعكس ذكلك على حالتها النفسية وحتى الجسدية.
اسباب الطلاق

سوء الاختيار

أحد أسباب الزواج وأهمها قد يكون من البداية الاختيار السيئ للزوجة أو الزوج أول الأسباب للطلاق، فقد حدد لنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم معايير الاختيار السليم للزوج وتتمثل في الدين والخلق في قوله صلى الله عليه وسلم ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه).

وقد حدد لنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أيضا معيار اختيار الزوجة، وهو الدين تلك المرأة التي تطيب لها نفسك حين تراها وترعاك وتخاف الله في وجودك وغيابك.

الاستهانة بكلمة الطلاق

نجد الكثير من الأزواج خصوصا الشباب يحلفون بالطلاق على أهون سبب مثل قوله لأحد أصحابه “عليا الطلاق ما أنت دافع الحساب”، وجود كلمة الطلاق على ألسنة الأزواج واستدعاؤها بصفة مستمرة في العقل الواعي، يجعل هذه الكلمة حاضرة على لسان الزوج في أي مشاجرة بينه وبين زوجته، وأيضا على لسان الزوجة بطلبها للطلاق، فيقع الطلاق دون أي إحساس بمسؤولية عواقب هذا الانفصال.

الصراعات والمشاحنات الزوجية

لا توجد حياة تخلو من المشكلات والصعوبات التي تتطلب منا التصميم والمثابرة لتخطى أي عقبات نواجهها، لكن هناك بعض من الأسباب التي تؤدي إلى تفاقم الخلافات بين الزوجين والتي تحتاج منا الانتباه لها وسرعة معالجتها، منها، اختلاف توقعات الأدوار، فقد يكون توقع الزوج من زوجته ألا تفشي أسراره مثلا، وقد يأتي دورها عكس ذلك، أيضا قد تتوقع الزوجة من زوجها أن يكون مرحا ورحيما ومتفهما ويساعدها في أعباء المنزل.

وقد يأتي دوره عكس ذلك الأمر الذي يخلق الكثير من النزاعات، قد تكون الصراعات الزوجية بسبب سوء الاتصال وعدم التفاهم بينهما واختفاء لغة الحوار بينهما واستخدام السباب والإهانة وتراشق الألفاظ.

مفهومك عن الزواج

قد تكون اتجاهات أحد الزوجين سالبة عن الزواج، فالزوجة مثلا تعتبر الزواج بأنه شر لابد منه، وأنه عبء على الإنسان يجب أن يحمله وأنه يتطلب تحمل المسئولية والأعباء وتربية الأطفال، والزوج كذلك يعتبر الزواج عبئا من حيث الإنفاق وتقييد حريته، الأمر الذي يجعل أغلب الأزواج ينتهزون الفرصة للانفلات من هذا القيد والعيش في حياة الحرية والانطلاق.

النظافة والخجل

إهمال النظافة والزينة من قبل الزوجة، وعدم تفهم أو ربما الخجل في إشباع المتطلبات الحميمة لكل منهما يؤدى إلى عدم الرضا في العلاقة الزوجية وبالتالي تكثر الخلافات بينهما.

وفي الغالب تكون خلافات غير مبررة مثل نهر الزوج لزوجته على قلة الملح في الطعام …الخ، وفي الحقيقة يكون سبب سوء الحياة الزوجية هو عدم الإشباع الجنسي ولكن خجل الزوج أو الزوجة حال دون الاعتراف بذلك.

قلة ذات اليد

قد يؤدى ضيق الوضع المادي للأسرة إلى نشوب الصراع والخلاف المستمر مما يهدد استقرار الأسرة.

ضعف الشخصية وصغر السن

البناء النفسي للشخصية يأتي خلال مراحل العمر المختلفة، وهو يحمل في طياته كل جوانب القوة والضعف حسب طبيعة التربية الأسرية والمدرسية والمجتمعية للفرد على مر سنين العمر، لذا قد يكون من أسباب الطلاق ضعف البناء الشخصي لأحد الزوجين أو كلاهما.

فالشخصية الضعيفة تنزوي وتنطوي وتنكسر أمام مشاكل وصراعات، وخاصة في هذا الزمان الذي يرتفع مستوى الضغوط التي تنهك كاهل الشخصيات القوية، فما بالنا بالشخصيات الضعيفة، ولذلك قد يحدث الطلاق نتيجة عدم نضج أحد الزوجين مثل صغر سن الزوجة التي لا تعرف أن تعتني بأطفالها أو تدير شئون منزلها أو صغر سن الزوج فلا يستطيع الحفاظ على زوجته وحمايتها، ولا يستطيع تحمل المسؤولية والقيام بالأعباء الحياتية.

الخيانة الزوجية

وفي هذا الصدد علينا أن نفرق بين التأكد من الخيانة وتوهم الخيانة فالتأكد من الخيانة الزوجية، قد يؤدي إلى نهاية الحياة الزوجية بإحدى الطرق المشروعة، وهي الطلاق أو بإحدى الطرق الغير مشروعة، وهي الجريمة أو الانحراف الموازي (الخيانة).

وتوهم الخيانة، فقد يكون عرضا من أعراض الصراع النفسي أو يكون نتيجة حدوث بعض الأحداث المقصودة مثل تعمد الزوجة لإخفاء سبب خروجها من المنزل أو غير المقصودة مثل حديث الزوجة مع أحد أقاربها في المحمول مثلا، الأمر الذي يخلق لدى الطرف الآخر هذا التوهم، مما يوجد جدارا من عدم الثقة والذي يكدر الحياة الزوجية، وهذا يقرب الأسرة من نهايتها سواء بسكن أحد أفراد الحياة الزوجية في إحدى المستشفيات النفسية أو (الطلاق).

كذلك الخيانة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تعتبر عامل تهديد استقرار الأسرة، بل وأصبحت سببا في هدم الكثير من البيوت.

الجهل بأحكام الأسرة

التزام الزوجان بالدين وتعاليمه والسير على هداه خاصة بما يتعلق بحقوق الزوجين من الأسباب التي تساعد على تكيف الزوجين معاً وتحقيق التوافق بينهما.

أما عدم الالتزام بالضوابط الشرعية في الزواج والأمية الدينية في فهم الحياة الزوجية فهي من أسباب الطلاق والذي يحدث أيضاً نتيجة للقيم المتباينة أو المتضاربة.

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *