الرئيسية أخبار الوسادة الغالية  “شتاءٌ بِلا مَطر”

الوسادة الغالية  “شتاءٌ بِلا مَطر”

moda 1822
الوسادة الغالية   “شتاءٌ بِلا مَطر”
واتساب ماسنجر تلجرام

الوسادة الغالية

“شتاءٌ بِلا مَطر”

بقلم / أحمد القاضي

مازلت أحلم بها كل ليلة، مازلت أشتّم رائحتها على وسادتي الباردة، إن طيفها يزورني كل ليلة في ليالي الشتاء الطويلة، أسعى دائماً للذهاب للنوم حتى أقابلها، فلا سبيل أمامي سوىّ أن أُلاقيها في أحلامي، شعوري بوجودها حولي يُراودني بشكل غريب، تحدثني في أحلامي بصوت عذب رقيق بالكاد يصل لمسامعي، إن كان صوت الرعد مُرعباً فصوتها أكثر رقة من لحن خرير مياة عذبه في جدول إنشق من بحيرة الأحلام، إن كان ضوء البرق مٌفزعاً فطلة وجهها أشرق من قمرٍ مُكتمل الإستدارة ومُشرقٌ بالإستنارة يسطع في سماء الأنجام.

إنها حُلم كل عام، إنها لحن وأنغام، نعم هي وليس هناك من أحدٍ يشبهها، لم أرى مثلها في هذا الواقع الهزيل، هل هي واحدة من حور العين،

حبيبتي.. كم هي رقيقة، كم تبدو أنيقة، خطواتها للقائي شوقاً رشيقة، لجنون عشقي هي أجمل رفيقة، يا ليتها كانت حقيقة وتأتي لواقعي ولو حتى دقيقة، فأنا أعرفها نعم أعرفها منذ بدء الخليقة، عشقت الليل وأدمنت النوم على وسادتي الصَدّيقة، فهي تسكنها شتاءاً وتهجرني طيلة أيام الصيف القليقة.

إن كان ليس هناك حرباً بلا ضحايا -فحروبي مع واقعي أضحت أكثر ضراوة، أرفض كل من هم دونها، أراها في كل تفاصيل يومي

يعيش قلبي على دقات قلبها وصوت أنفاسها فيومٌ يمرّ دون رؤية إبتسامتها هو يومٌ بلا معنى.. لحظةٌ بدون تذكرها هي لحظة تستحقّ النّسيان.. الحياة بدون حبّها لي هي حياةٌ لا تستحقّ أن أعيشها.. قلبي من دونها لن يخفق أبدًا.

أوقن جيداً أن الحب يجسد بحالاته المتعددة وتفاوت درجاته من رزانة وهدوء وشغف وهيام وعشق وغرام أسمى وأنبل المشاعر الإنسانية التي تمثل عند حاملها الضوء المنير لأيامه ومستقبله والجسر الموصل لأحلامه وطموحاته، كما أن التعلق هو البحث الحقيقي عن المتاعب ولكن أحياناً تتعلق بحلم يُروادك يوماً أو حُقبة من الزمن فيُغنيك عن مَسخٍ يدعي حُبك ويقتفي أثرك بينما لا يُمثل لك شيئاً يذكر، يظهر ويختفي وفقاً للهوى، يأتيك وقت حاجته ويهجرك وقت حاجتك، فيتبادر لعقلك أسئلة كتلك “ما فائدة “أنا بجانبك” بعد التعافي، أو “أنا أحبّك” وأنت لا تتقبَّل عيوبي، ما فائدة “آسف” بعد أيام من الخصام! وما فائدة “فخورٌ بك” وأنت لم تُشاركني مُعاناة الوصول، أو “لا تحزن” بعد أن تركتني للحُزن يأكُلني؟ لا فائدة، لا فائدة تأتي من كلمات باردة في غير وقتها.”

إن الحب دون صدق يمثل لي سعادة مؤقتة يتبعها ألم مستمر، فالحب الفاسد سمٌ قاتل بنكهة العسل.

الحب هو هبه الإله..وحلم الأنام..ووطن الغريب.. فلا حياة بدون حب، فسعادة الشمعة هيا في إحتراقها من أجل الآخرين – وذلك أفضل بكتير من إستمرارها بكامل هيئتها وإحتفاظها بكامل فتيلها دون إفادة من حولها.

لكن لا بأس.. فما زالت أحلامي هي ملاذي الآمن لعشقٍي المجنون، ما زالت وسادتي هي وطني الهادئ وسكناً وسكون، أهرب إليهما من واقع أرفضه، أبحث فيهما عن ضائع أفقده، الحلم والحب فصلان في رواية لم تكتمل، رواية غالبا ما أعيش تفاصيلها في نهار مرهقٍ، بينما أشدوا بأهازيجها في ليل ممتعٍ ولكن..

لماذا هذا الوقت تحديداً؟؟ ولما دائما تزورني في شتاء كل عام؟ هل هي واقعٌ أم خيال؟ وكيف يظفر بها قلبي وحده ولكن عقلي مُحال؟

الشمس ترسل حُباً ذهبياً.. والقمر يرسل حُباً فضياً.. وأنا أُرسل لك حُباً أبدياً. لن ينتهي صيفاً وشتاءاً، لن تحويه أرضاً وسماءاً، لن يُطفئه برداً ولا ماءاً، ولن يُشفيه طباً ودواءاً.

كيف الشتاء يكون بلا مطر.. وكيف لشتائي أن يكون بدونك؟؟

• كل عيد حب وأنت روحٌ وحياة، كل عيد حب وأنا نبضُ قلبك.

• كل عيد حب وأنت طوقٌ ونجاة، فلا حياة لي بعدك ولا قبلك.

إهداء لكل حُلم حلمته ولم يَكتمل..

إهداء لكل وسادة خالية من حبيبها..

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *