الرئيسية أخبار حياةٌ بِلا مَعنى دائماً.. إبحث عن المعنى!!

حياةٌ بِلا مَعنى دائماً.. إبحث عن المعنى!!

moda 1934
حياةٌ بِلا مَعنى دائماً.. إبحث عن المعنى!!
واتساب ماسنجر تلجرام

بقلم / أحمد القاضي

“الويل كُل الويل لمن لا يرى في حياته معنى..”
فيكتور فرانكل
من كان عنده سبباً يعيش لأجله فإنه غالباً يستطيع أن يتحمل في سبيله بأي شكل من الأشكال كل أنواع الصُعوبات.
حدَثني أحدُهم مُثقلاً بالهموم: “إن إنسان هذا العصر لم يختر طموحاته وآماله، وإنما هو مَقهور مَغلوب على أمره، يعيش حياةً هو أسيرها أكثر مما هو صانِعٌ لها، حياة لم يُشكلها بإرادته وإنما شُكلت له إجباراُ. لقد إختفت قيم المودة والتعاطُف والتلاحُم والتراحُم والمحبة، وحَلت بدلاً منها الاتجاهات المادية العملية والأكثر واقعية من حيث النفاق والرياء والتملق، وأصبح الإنسان وسيلةً بعد أن كان غاية، يَقنع بالخضوع والإمتثال الأعمى، يقبل بالخنوع لحياة بلا معنى، فيرضى أن يكون مُجرد فرد ضمن قطيع.”
فبحثتُ عن إجابة تلقى قبولاً لدى من فقد الرغبة في الحياة فكان رداً مختصراً: “إنَّ وجود المعنىّ في الحياة لهو الجوهر والأساس الحقيقي للوجود نفسه، أعتقد أنَّه عندما يجد الفرد “معنى” في حياته -مهما كانت معاناته وصعوبة ما يواجهه- فإنَّه سيصبح شخصاً صحيحاً بشكل نفسي أكثر ومن ثم سيكون نشطاً روحياً. فكل شخص كائن إنساني مُختلف ومُتفرد ومُتميز. ولا يمكن مقارنة إنسان بآخر، وليس هناك موقف يعيد نفسه بالضبط كما يعتقد البعض، بل إن كل موقف يستدعي إجابة مختلفة، إن كل موقف يتميز بتفرده، ومع ذلك توجد دائما إجابة صحيحة واحدة فقط للمشكلة، فليس هناك أبدًا صراعٌ بين حقٍ وحقْ، دائما الصراع ينشأ بين حق وباطل، ومهما كسّا ظلام الباطل الأسود سيأتي يوماً تنقشع فيه غُمة السواد لمتسع النور الحقيقي، لواقع الحق الصادح بالخير والجمال.”
أدرك جيداً حقيقة أن “الكُل فيلسوف ما دامت القصة ليست قِصته” ولكن على الانسان أن يتمسك بحريته، وأن يتحمل ضريبة تمسكه بها، مُتمثلة في القلق والمعاناة والصراع مع الحياة، وليس ذلك بالضرورة ظاهرة مَرضية في كل الأحوال، بل إنه أصل الطبيعة الإنسانية التي خلقنا الله عليها من أجل إعمار الكون بأن تُحفز الإنسان إلى الترقي وبلوغ الهدف تلو الهدف والبحث الحثيث عن الذات بما يحفظ عليه إنسانيته، ويحقق ذاته متوجهاً بفكره إلى مالم يتحقق بعد. ومُجمل ذلك أن القلق والشعور بالذنب تجاه الحياة الإنسانية وأخطائها المتكررة هو في نفس ذات الوقت يُشكل الدافع الإنساني الحقيقي من أجل تكوين حياة أفضل.
عندما نعيش لأنفسنا فحسب، تبدو لنا الحياة قصيرة ضئيلة، تبدأ من حيث بدأ وعيُنا بها وتنتهي بإنتهاء أعمارِنا المحدودة، أما عِندما نعيشها لغيرنا، أي عندما نعيش لفكرة أو لحلم، فإن الحياة تبدو طويلة عميقة مُفعمة بالأمل وسط المصاعب، تبدأ من حيث بدأت الإنسانية، وتمتد حتى بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض.

قال تعالى في مُحكم آياته )لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ) أي في شدة ومشقة وطلب دائم للمعيشة والسعي المستمر، ولكننا سنستشهد بآية أخرى ذات مدلول رائع في قوله تعالى “لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم” وحسن التقويم هنا ليس في الشكل والهيئة فحسب، ولكن في العقل والقُدرة والإيمان بالإستطاعة على مواجهة ما يُقابلنا من أزمات وإنحرافات. فيوماً واحداً من القلق هو أكثر إرهاقاً من إسبوع كامل من العمل الشاق.
في المدارس كانوا يُعلموننا الدرس ثم يختبروننا، أما في الحياة فتختبرنا ثم تُعلمنا الدرس لاحقاً- قد تقصُر الحياة وقد تَطول، فكل شيء مَرهون بالطريقة التي نَحياها بها. فلا يُمكن للشخص السيطرة أو إختيار الظُروف التي يتعرض لها، وإنّما يُمكنه إختيار موقفه إتجاه تلك الظروف.

فإحرص على إستمرارية تحدي النفس، وتغيير الأمور، فمن الصعب على أي شخص البقاء متحمساً عند بقاء الأمور على حالها
وعيلك بالحرص على اللقاء مع الأشخاص أكثر إيجابيةً ودافعيةً، وتبادل الأفكار معهم، فعندما نتمسك أكثر بالرفقة الفاسدة حتماً سيكون فسادنا مسألة وقت ليس أكثر.

الدهر يومان ذا أمن وذا خطر، والعيش عيشّان ذا صفو وذا كدر..
أما ترى البحر تعلو فوقه جيف، وتستقر بأقصى قاعِه الدُررُ..
وفي السماء نجومٌ لا عداد لها وليس يكسف إلا الشمسُ والقمرُ..

الحياة رواية قصيرة عليك قراءتها حتى نهايتها.. لا تتوقف أبدا عند سطر حزين فقد تكون النهاية جميلة..

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *