الرئيسية اخبار عاجلة رؤية موضوعية للإعلام والحرية المسئولة….ملامح الوضع الراهن للإعلام المصرى اليوم

رؤية موضوعية للإعلام والحرية المسئولة….ملامح الوضع الراهن للإعلام المصرى اليوم

moda 1821
رؤية موضوعية للإعلام والحرية المسئولة….ملامح الوضع الراهن للإعلام المصرى اليوم
واتساب ماسنجر تلجرام
بقلم / الباحثة ميادة عبدالعال 
” رصــــــــد الــــوطـــــن ” 

تستكمل اليوم حديثنا عن ملامح  الوضع الراهن للإعلام المصرى اليوم.

بدأ تدوين أخلاقيات العمل الإعلامي ومواثيق الشرف وقواعد السلوك المهنية للمرة الأولى في بداية العشرينات من القرن الماضي وهناك الآن أقل من 50 دولة فقط من بين 200 دولة في العالم لديها نظم متطورة في الاتصال الجماهيري ذات مواثيق لأخلاقيات المهنة تؤثر بشكل فعال على القائمين بالاتصال ،أو تحمي التدفق الحر الإعلامي.  ملامح  الوضع الراهن الإعلام المصرى اليوم .

لا أحد ينكر ان الاعلام في مصر يشهد حاليا مرحلة من الحرية غير مسبوقة في التاريخ الحديث قبل الثورة او بعدها فوسائل الاعلام سواء كانت المسموعة أو المرئية أو المكتوبة  تتمتع بمساحة كبيرة من حرية التعبير لم نشهدها من قبل ففي أعقاب ثورة يوليو 1952

من أهم المشكلات التي يعانيها الإعلام المصري بمختلف وسائله – خاصة بعد الثورة وأجواء الحرية التي استغلها البعض- هى الخلط الشديد بين الخبر والرأي، مرة بصياغة الخبر كأنه رأى، ومرة بتقديم الرأي كأنه خبر! بحيث لم يعد يعرف المشاهد أو القارئ: هل الذي أمامه هو تعبير عن حدث وقع، أم عن رأى مطروح؟!

فأن أهمية دور الإعلام خاصة في المرحلة الدقيقة التي تمر بها مصر حاليا تكمن في التأثير على توجهات الرأي العام، والتي تعني مسؤولية كبيرة تقع على عاتق جميع الإعلاميين الموجودين على الساحة في الوقت الحالي من خلال العديد من القنوات الفضائية والبرامج المتنوعة وخاصة برامج «التوك شو» التي أصبحت الشغل الشاغل للغالبية العظمى من الشعب المصري.

تعتمد أكثر من صحيفة وقناة تلفزيونية مصرية في مرحلة ما بعد الثورة إلى منهج الإثارة والتهييج، وإلى نفاق الثورة والثوار، وقدح وذم المجلس العسكري والحكومة وبعض التيارات السياسية، وهذا ربما بغرض إثبات الوجود واستقطاب أكبر عدد ممكن من المتابعين ومن المؤيدين للثورة. ناهيك عن إهمال حقوق الكتلة الصامتة، وإشاعة مفهوم دكتاتورية القلة، ناهيك عن تحيز بعض مقدميها إلى أو ضد جهة أو شخصية محددة، وما أدى إليه ذلك من انتقائية عرض وجهات النظر واستقدام الضيوف وتعمد تصيد أخطاء الآخرين وتدويل الأخبار المغلوطة أو المجهّلة المصدر، وغير ذلك مما يضع علامات استفهام كثيرة على مصداقية الرسالة المقدمة ومهنية مقدميها.

فمن المفترض أن العملية الإعلامية بشقيها (الإعلاميون والجمهور) قائمة على المهنية والمصداقية، ومنها اشتق اللغويون كلمة «إعلام» التي تعني الإخبار وتندرج تحت مظلتها عمليات نقل الخبر وتحليله وتقييمه، بل وبناء التوقعات المستقبلية والاحتمالات التتابعية.. وهذا بالطبع من شأن الإعلاميين، أما شريحة الجمهور فيقع عليها مسئولية توظيف هذه الوجبات الإعلامية والمدد المعرفي توظيفا عمليا

لقد أصبح التركيز على «فورية الخبر» أولوية من أولويات الوسائل الإعلامية، من خلال التعامل معه كسلعة «سريعة التلف» فيما يعرف إعلاميا بالحصري أو السبق الصحفي، كل هذا دون العمل على تقديم محتوى معرفي يلقي الضوء على خلفية الأحداث بقصد لفت الأنظار لها والعمل على حث الجهات المسئولة لمعالجتها، أو لخلق وعي شعبي اتجاه ما يدور حولهم.

فمن الواضح أن البرامج الحوارية التى  تذاع فى الإعلام المصرى والتى برز دورها في ظل ازدياد الحراك السياسي والاجتماعي في المجتمع المصري وارتفاع سقف الحرية المتاح لمناقشة الكثير من الموضوعات الشائكة أثمر الحياه البحثية  خاصة على أثر اهتمام الجمهور المصري ببرامج الرأي .

فالبرامج الحوارية اليومية أصبحت جزءاً أساسياً من طقوس الحياة اليومية لكثير من المشاهدين .. وأحد الآليات التي تستخدم لإعلام الجمهور بكل ما هو جديد عن الصراعات السياسية والحزبية علي الساحة المصرية وكذلك تفاصيل حياتهم اليومية ، من خلال ما تقدمه من تقارير وحوارات ولقاءات للإحاطة بما يدور من مجريات الأحداث، وفي تشكيل وعي الجمهور بالقضايا الني تهم الرأي العام من خلال البرامج الحوارية خاصة اليومية منها ذات الصلة الوثيقة بالأحداث الجارية التي تمس حياة الأفراد وتكون موضع للجدل والخلاف في كثير من قضايا وموضوعات حياتيهم اليومية، حيث تزايد الوقت الذي يخصصه الفرد للتعامل مع مخرجات وسائل الإعلام أو بعضها حتى صارت في عصرنا الحالي جزءاً من حياة المواطن اليومية.

تابعونا …..للحديث عن  البرامج الحوارية بين الحرية والمسئولية .

 

 

 

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *