الرئيسية مقالات قد يكون الغيب حُلواً …

قد يكون الغيب حُلواً …

moda 1465
قد يكون الغيب حُلواً …
واتساب ماسنجر تلجرام
كتبت : صحر أنور
“رصـــد الوطن”

في بداية كل عام نجد خُبراء وأساتذة علم الفلك والأبراج تُطالعنا بتوقعاتهم وتنبؤاتهم للأبراج للعام الجديد في مجال العمل والصحة والحب وهكذا ..، وفي نفس ذات الوقت نجد أن نسبة كبيرة من الناس تنتظر هذه التوقعات بشغف وتصدقها بل تبني وتخطط على أساسها الكثير من أمور حياتهم ، وقد صادفت مثل هذه الحالة منذ أيام في إحدى الندوات حيث جاء إلى الندوة أحد خبراء الأبراج فذهب الأغلبية لإستقباله وسؤاله عن توقعاته لأبراجهم، ولكن ما حدث كان غريباً، عندما قال لإحدى السيدات أنها سوف تتعرض لأزمة صحية كبيرة في شهر معين ولكنها ستتعافى منها سريعاً . فدخلت هذه السيدة في حالة هيستيرية من البكاء والإنهيار خوفاً مما سوف يصيبها .

فما حدث كان غريباً واستوقفني كثيراً، فهل إلى هذا الحد ممكن أن يتأثر الإنسان بمثل هذه التنبؤات ؟ فقد قال رسول الله صل الله عليه وسلم : ” كذب المنجمون ولو صدقوا”، فالغيب لا يعلمه إلا الله عز وجلّ والمستقبل يكمُن بين يديه ، فلماذا نسعى لمعرفة الغيب ” فلو علمتم الغيب لرضيتم بالواقع ” ، فاليقين دائماً بأننا في أفضل وضع أختاره لنا الآن يجعلنا نشعر بالرضا والراحة والسعادة، وهذا لا يمنعنا من التخطيط للمستقبل، ولكن على يقين بأننا نعمل ونجتهد والله سبحانه وتعالى الموفق، وسيختار لنا الأفضل وعلينا الرضا، فلن يغير أحدٌ شيئاً كتبه الله له .كما قال صلّ الله عليه وسلم :” من أتى عرّافاً فسأله عن شيء فصدّقه، لم تُقبل له صلاة أربعين يوماً”. ومن كلام رجل الأعمال الأميركي – جيه. بي مورغان “أن أصحاب الملايين ليس لديهم منجمون”، كما كتبت ليانور كاتون – كاتبة نيوزيلندية والحائزة على بوكر : ” أرى علم التنجيم مستودعاً للفكر والنفس، ونظاماً «اخترعناه» وطريقة لمنح معنى للأشياء”

لذا دعونا نستمتع باليوم، فالماضى قد مضى، والغد في علم الله، أما اليوم فهو ما نملكه فلنستمتع به ونحياهُ كما نحب ونقتربُ فيه من الله وممن نحب، فقد يكون الموت أقرب من الغد، وقد يكون الحاضر أحلى من الغد، فدع الغيب وغني كما غنت أم كلثوم على ألحان عبد الوهاب وكلمات الهادي آدم : قد يكون الغيب حلواً .. إنما الحاضر أحلى.

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *