الرئيسية مقالات للسعادة أوجه اخرى

للسعادة أوجه اخرى

moda 1361
للسعادة أوجه اخرى
واتساب ماسنجر تلجرام
بقلم / دعاء محمد
“رصـــد الــوطــن”

هيا لنتخيل سويا أنك تمتلك قصرا مهيبا مزينا بالأشجار والزهور من أجمل الأنواع وأبهي الألوان ، بالاضافة الى وجود حمام سباحة لك ولأطفالك وسط حديقة القصر ، ثم تأخد طعامك وسط هذا المنظر الجميل ويأتيك به أفضل الخدم إن وجد …. ألن تكون سعيدا؟؟ … الإجابة :: بلا بالطبع.
أضف الى ذلك أن نزهاتك بطائرة خاصة الى أى بلد تحب، وحتى ملابسك وطعامك قد يأتى طازج من الخارج ، ولديك من الأموال والذهب والماس مخزونا لا بأس به …
سترد على حتما ( ياليتنى فى مثل تلك المكانة) وستحلم بها وتتحسر على حالك وتحزن …. هذا هو البديهى.
ولكن….
إجابتى هى (لا ليست تلك بسعادة) أبدا
تأكد يا ما من تحلم بذلك إنها رغبة الثراء لخوض تجربة تعويض الحرمان فقط والتى تتغذى بمخيلتك من الصور المعروضة على التلفاز والتى تعد فاتحا قويا للشهية بشكل مستفز .
فإن الرغبة بفور تحقيقها تتحول الى عادة وتفقد بريقها الى أن تزهدها تماما ، فلا ترى بها أى نوع من أنواع الجمال .
فالإنسان دوما يبحث عن التحدى للمضى قدما ، وهذا لا يحركه الا الفقر أو امتلاك القليل ، لذا يا من تعد نفسك من الفقراء أو تندب حظك العسر لعدم إمتلاكك الكثر مثلهم …أبشر ، لأنك تملك ترس العمل المحرك والذى يبث فيك وقود العمل باستمرار ولكن … لا تصل لأعلى الجبل حتى لا تمل وتزهد … بل إبحث دوما عن قمة جبل جديد حتى لا تشعر بإنتهاء الحياة .
الفقر ….هو فقر الأخلاق والرغبة والأفكار ، وليس فقر المال .
فما أكثر المصابين بمرض الإكتئاب الا من طبقة الأثرياء ، وما اكثر المنتحرين على مستوى العالم إلا بعد تحقيق المنتهى ، وذلك ليس بسبب الثراء ولكن….بسبب بلوغ المنتهى وموت الرغبة.
الرضا بالحال مع إتقاد الرغبة واليقين بالله فى الغد الاجمل هم الوقود المؤجج لتحريك عجلة التقدم … ونيل السعادة.
فلا تحزن … فيكفيك أن رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم كان فقيرا وإن أتاه مالا تصدق به ليرى السعادة بقلوب الآخرين، وكان ينتهج منهج (الكفاف) ليقينه فى سؤاله عن هذا المال ولعظم حق الله فيه .
أبشر …إن أول من يفتح أبواب الجنان …هم الفقراء .
والآن … هل اقنتعت بالقليل… وأنه سبب تقدمك للأمام …لأنك لو امتلكت المزيد لما تولدت رغبتك الداخلية للحركة ولأصبت بالتخمة والخمول .
فلتقل نعم…. السعادة فى القليل…مع الرضا واليقين فى ربي.

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *