الرئيسية أخبار نظرية القرود الخمسة..وحبل الحِمار

نظرية القرود الخمسة..وحبل الحِمار

moda 2511
نظرية القرود الخمسة..وحبل الحِمار
واتساب ماسنجر تلجرام

كتب /أحمد القاضي

“نحن مجانين إذا لم نستطع أن نُفكر، ومُتعصبون إذا رفضنا أن نُفكر، وعبيد إذا لم نَجرؤ أن نُفكر”.. أفلاطون
نظرية القرود الخمسة:
قصة طريفة أبطالها قرود تُحاكي بعضاً من السلوكيات التي نمارسها دون وعي.

تقول القصة:
يقال إن مجموعة من العلماء وضعوا خمسة قرود في قفص واحد، وفي وسط القفص يوجد سلم، وفي أعلى السلم هناك بعض الموز، في كل مرة يتسلق أحد القرود لأخذ الموز يرش العلماء باقي القرود بالماء البارد، بعد فترة بسيطة أصبح كل قرد يتسلق لأخذ الموز يقوم الباقون بمنعه وضربه حتى لا يُرشون بالماء البارد، بعد مدة من الوقت لم يجرؤ أي قرد على صعود السلم لأخذ الموز على الرغم من كل الإغراءات خوفا من الضرب أو من رش المياة الباردة عليهم.
بعدها قرر العلماء أن يقوموا بتبديل أحد هؤلاء القرود الخمسة ويضعوا مكانه قرداً جديداً، فكان أول ما قام به القرد الجديد بعد دخوله القفص وبكل تلقائيه منه أنه صعد السلم ليأخذ الموز.
ولكن فوراً قام الأربعة الباقون بضربه وأجبروه على النزول.
بعد عدة مرات من الضرب فهم القرد الجديد أن عليه أن لا يصعد السلم مع أنه لا يدري ما السبب حتى الآن!
قام العلماء أيضا بتبديل أحد القرود القُدامى بقردٍ جديدٍ وحل به ما حل بالقرد البديل الأول حتى أن القرد البديل الأول شارك باقي زملاءه بضرب الوافد الجديد وهو لا يدري لماذا يضرب!
كذا حتى تم تبديل جميع القرود الخمسة الأوائل بقرود جديدة تماما لم يتعايشوا مع الواقعة الأولى فصار في القفص خمسة قرود جُدد تماما لم يرش عليهم أي قطرة ماء بارد أبدا.
ومع ذلك يضربون أي قرد تسول له نفسه صعود السلم لأكل الموز بدون أن يعرفوا ما السبب الحقيقي في ذلك. لو فرضاً.. سألنا القرود لماذا يضربون القرد الذي يصعد السلم؟ لكان الجواب: حقيقةً لا ندري اطلاقاً!
هذه القصة بالإمكان أن نُسقطها على كل مناحي حياتنا، في الإدارة، في السلوك البشري، وفي العلاقات الإجتماعية والانسانية، وفي التقليد الأعمى في التعامل مع التراث والقيم الاجتماعية ووو.
ففي الإدارة هناك إجراءات مُطبقة منذ قديم الأزل ولا يجرؤ أحدنا على السؤال لماذا!
وفي السلوك البشري والعلاقات الإجتماعية تجد أنك قد «تُعادي أو تَكره» شخصاً فقط لأن فلانا قال عنه إنه سيئ! أو لانك سمعت عنه ولم تكلف نفسك ان تسمع منه
فانظر حولك ستجد الكثير من السلوكيات التي تمارسها دون فهم السبب لممارستها، فقط لأنك سمعت أو رأيت أحدا قبلك كان يمارسها!
من باب “بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلا يَهْتَدُونَ”
فلو منحنا أنفسنا الفرصة للمراجعة والتغيير لحصلنا على حياة أسهل وأفضل.
ولكن هذا كله مرده إلى الخوف من التغيير وسؤال النفس ومراجعتها: لماذا أعمل هذا؟
فصاحب الفكرة الجديدة مجرم حتى تُكتب لفكرته النجاح
لهذا فلتكن قرداً في عين أمك وحدها..لأنك لن تكون غزالاً في أعين الآخرين.

قصة أخرى: الفلاح ورباط الحمار

ذهب فلاح لجاره يطلب منه حبلاً لكي يربط حماره أمام البيت..
أجابه الجار بأنه لا يملك حبلاً متاحا الآن ولكنه أعطاه نصيحة ماكرة فقال له: “يمكنك أن تقوم بنفس الحركات حول عنق الحمار وتتظاهر بأنك تربطه ولن يبرح مكانه”..
عمل الفلاح بنصيحة الجار.. وفي صبيحة الغد وجد الفلاح حِماره في متوقف كما هو مكانه تماماً..
ركبَّ الفلاح على حماره.. وأراد الذهاب به للحقل كعادته.. ولكن الحمار رفض التزحزح من مكانه!!
حاول الرجل بكل قوته أن يُحرك الحمار ولكن دُون جدوى.. حتى أصاب الفلاح اليأس من تحرك الحمار..
فعاد الفلاح للجار يطلب النصيحه.. فسأله: “هل تظاهرت للحمار بأنك تحل رباطه وتفك وثاقه ؟”
فرد عليه الفلاح بـإستغراب: ما هذا عزيزي “ليس هناك رباط” اساساً..
أجابه جاره: “هذا بالنسبة لك أنت أما بالنسبة للحمار فالحبل ما زال موجوداً”..
عاد الرجل وتظاهر أمام الحمار بأنه يفك الحبل من عليه.. فتحرك الحمار معه دون أدنى مقاومة!!.
لا تسخر من هذا الحمار.. فالناس أيضاً قد يكونوا أسرى لعادات أو لقناعات وهمية تقيدهم.. وما عليهم إلا أن يكتشفوا الحبل الخفي الذي يلتف حول (عقولهم) ويمنعهم من التقدم للأمام..
أي أمة تتوارث أجيالها الحديث عن الضعف والتخلف والخوف والفقر ستبقى متأخرة حتى تفك حبلها الوهمي.. ووقتها فقط تستطيع ان تنهض وتمضي من جديد!!
وقِسْ على ذلك…
تخلص من كل الحبال الوهمية التي صنعتها حول عنقك بأفكارك ورسائلك السلبية التي تغذي بها عقلك يومياً، وانطلق الى سعة الأفق …وأسعى في مناكبها.. فكم من قادر يتخيل أنه عاجز، وكم من ذكي يعتقد بأنه قليل الذكاء، وكم من قوي يعتقد بأنه ضعيف.

إن المتعبد بغير معرفة.. كحمار الطاحون يدور ولا يبرح ولا يدري ما هو فاعل.
الاستحمار الحقيقي هو طلسمة الذهن وألهائه عن الدراية الإنسانية والدراية الإجتماعية وأشغاله بحق أو بباطل، مُقدس أو غير مقدس
فلو كان الثراء بقدر العمل.. لبات الحِمار على سريرٍ من ذهبٍ .

النظريتان متوارثتان منذ سنوات طويلة ومن المحتمل أن أحدهم قد صادفتك على أحد مواقع التواصل الإجتماعي يومًا ما، ولكن ما يمكننا الخلوص إليه ان اتباعنا لموروثات قد عفا عليها الزمن وعادات بالية ليس لها أي قيمة ولا فائدة ستؤل بنا حتماً لما يُسمى في علم الإجتماع بـ”الهزيمة النفسية” وهي إنهزام القلب وإنهيار الشخصية أمام الخصم أو العدو حتى قبل المعركة، أيِّ معركة، سواء كانت حربية، أو فكرية، أو حضارية، سببها اليأس والقنوط، ونتيجتها الإستسلام والإنسحاب من المواجهة لا محالة.
ولكن عندما يتسلل الشعور المسبق بالهزيمة إلى طبيعة وسلوك الشخص، فإنه تصيبه بحالة من الإنطواء والكآبة، وتقوده شيئا فشيئًا إلى حالة من العجز التام، فيغدُو مُعطّلاً عن التفاعل والإبداع والخَلق، كونه يُصبح كَائناً يائساً، لا يجد ما هو مُجدي ومُفيد في حياته، أو حتى في حياة من يُحيطون به، وبهذا يتحول بسبب اليأس الى طاقة قيمتها “صفر”، فيشكل بذلك حملاً ثقيلاً على الآخرين.

يقولون أن نظرية القرود الخمسة من نظريات علم الإدارة الحديثة!! حيث ينظر كل واحد إلى عمله، ليرى كم من القوانين والإجراءات تطبق بنفس الطريقة والأسلوب غير المقنع منذ الأزل، ولا يجرؤ أحد على السؤال: لماذا يا ترى تطبق بهذه الطريقة؟ بل إن الكثيرين وعلى الرغم من أنهم لا يعلمون سبب تطبيقها بهذه الطريقة يستميتون في الدفاع عنها، وإبقائها على حالها بأي شكل
بكل الأحوال الأمر ليس بهذا السوء إذا كانت الإدارة رشيدة وتعود الموظفين على إتباع أوامر هي بمصلحة الجميع ولكن الروتين وإتباع أوامر عفا عليها الزمن فقط لأنها صدرت من المدير أو صاحب رأس المال فهذا هو الإنتحار الإداري بعينه.
الإنسان مسؤول، والحياة مسؤولية، وسر المسؤولية هو الإرادة، ذلك لأنّ الإرادة هي القوّة التي تصنع المواقف، لذا كانت الحياة صراع إرادات، صراع ضد الطبيعة وتحدّياتها، وصراع ضد الإرادات والأفكار المعارضة.

دع القلق جانباً، وأبدأ الحياة فوراً

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *