الرئيسية أدب هذا هو الازهر

هذا هو الازهر

ahmed-hefny 1772
هذا هو الازهر
واتساب ماسنجر تلجرام

كتب مصطفي الحلواني

      ” رصد الوطن ” 
يبدو أن وسطية الأزهر ودفاعه عن ثوابت الدين وعن الدولة المصرية هما اللذان يدفعان هؤلاء وأولئك للهجوم عليه والطعن فيه بكل وسيلة متاحة، فالغاية عندهم تبرر الوسيلة، لأنهم إما يريدونه معهم أو يكونون هم عليه، وقضية تجديد الخطاب الدينى اتخذها البعض ستارًا للهجوم على الأزهر، وقد تكون عند البعض كلمة حق يراد بها باطل.

كما يرى الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء ورئيس جامعة الأزهر الأسبق مؤكدًا أن الذين يتحدثون عن التجديد لا يعرفون معناه، والحمد لله فإن المؤسسة الأزهرية بكل قطاعاتها المشيخة والجامعة والمعاهد والوعاظ ومجمع البحوث الإسلامية قادرة على تجديد الخطاب الدينى، فالأزهر شاء الله أن يظهر إلى الوجود بعد القرون الثلاثة الأولى، الذى تعرض فيها الأزهر لهجمة تتارية كبيرة كادت تطيح بتراث الأمة وبأصولها ومراجعها الإسلامية ولكن شاءت إرادة الله أن ينهض الأزهر الشريف مرة أخرى ويعلو نجمه فى سماء الكنانة، فاحتضن أبناء المسلمين من كل الأرض وأرسل علماءه إلى ربوع الدنيا لينشروا الإسلام فيها، وظل بعد إنشائه ليومنا هذا مصدراً للعلوم الإسلامية الأصيلة ينهل منها الكل، ولم يسمع أحد أن الأزهر مؤسسة إرهابية، ونحن فى الأزهر قادرون على تجديد الخطاب الدينى وإعطائه دفعة قوية والتجديد ليس كما يرى البعض بأن الخطاب الدينى أصبح قديماً لا يناسب العصر، بل يقصد بالتجديد هو توضيح الأحكام الشرعية فى المستجدات مع استخدام الآليات الحديثة التى أفرزتها ثورة المعلومات والاتصالات من فضائيات وصحافة وانترنت، بعد أن كانت الدعوة مقصورة على المنبر أو محاضرة أو فى ندوة، وحتى نضمن تصحيح المفاهيم المغلوطة والأفكار المشوهة، وما أساء للأزهر سوى اقتحام غير المختصين فى ساحة الفتوى وهذا الذى نخشى منه، ويرجى مضاعفة جهود العلماء والدوائر العلمية والمؤسسات الدينية لدرء هذا الخطر.

ويقول الدكتور أحمد ربيع أحمد، الباحث فى شئون الأزهر، إن الأزهر درة تاج مصر وكعبة العلم لبلاد الإسلام وواحة الإيمان والعرفان، حفظ لمصر هويتها ووسطيتها وخصوصيتها الحضارية وحافظ على لحمتها ونسيجها الوطنى، وضخ دماء فى شرايينها ووهبها الحياة فى لحظات الممات ونفث فيها إكسير الحياة وطهرها من الغزاة والطامعين، انكسر المستعمرون والطغاة أمام بابه وانحنت رقابهم لمنائره العالية، فالأزهر لمصر كنيلها العذب على كل منهما حياتها ورخاؤها، ولا بد من كل منهما لبقائها، فيه قوام الدين وتثقيف العقل ورفع مستوى الإنسان من الحيوانية المجردة من الروح إلى الإنسانية ذات الروح العالية، وإذا إرادت مصر أن تضع ثلاث صور فى قلب عملها، فإن أوسط هذه الصور تكون للأزهر ولعمامة شيوخه، فالعمامة الأزهرية هى رمز هذا المعهد، الذى حفظ لمصر هويتها ولغتها وثقافتها وأمدها بالأفذاذ من رجالها وعقولها وقادة ثوراتها وضميرها الحى.

اسألوا أحمد عرابى: من أين تعلمت «لقد ولدتنا أمهاتنا أحرارًا» فسوف يقول الأزهر.

اسألوا سعد زغلول: من أين تعلمت الحرية والاستقلال فسوف يقول الأزهر.

اسألوا طه حسين: من الذى غرس فيك بذور العلم والمعرفة فسوف يقول من الأزهر.

اسألوا التاريخ: طلاب من الذين اعتمد عليهم محمد على فى إنشاء مدارسه العلمية واذهبوا إلى متحف كلية الطب بقصر العينى سوف تجدون صورة «كلوت بك» تحيطه العمائم الأزهرية فى درس من دروس الطب.

اسألوا من أين جاء طلاب البعثات إلى أوروبا واسألوا عن رفاعة الطهطاوى وعياد الطنطاوى وشيخها حسن العطار.

اجعلوا التاريخ يعود بكم إلى الوراء واسألوه عن ثورة القاهرة الأولى على الاحتلال الفرنسى من الذى رواها بدمه واسألوه عن غرس الأزهر سليمان الحلبى الذى قتل «كليبر» وقتل هو وأربعة من طلاب الأزهر.

اسألوا: كيف سجن شيخ الأزهر عبدالله الشرقاوى مائة يوم لأن الاحتلال الفرنسى اكتشف أن الرجل يعمل ضدهم وما قبل الدخول فى الديوان إلا من أجل الحصول على حقوق شعبه.

اسألوا التاريخ لماذا لم يطمع «الشرقاوى» وعمر مكرم بحكم مصر وأجلسا محمد على فوق كرسى الحكم فدورهما كان وطنيًا وليس سياسياً أو حزبيًا.

اسألوا أحمد عرابى، من رفاقك فى ثورتك سوف يقول لكم الشيخ عليش والعدوى ومحمد عبده واسألوه كيف قتلوا الشيخ عليش بالسم وسجنوا العدوى ونفوا محمد عبده؟

اسألوا التاريخ… ماذا فعل الأزهر فى ثورة 1919 اسألوه عن الشيوخ محمد عبداللطيف دراز وسرور الزنكلونى ومحمد أبوالعينين وعبدالمجيد اللبان والمئات بل والألوف من أبناء الأزهر.

اسألوه من أول شهيد سقط بمدفع الإنجليز أمام باب الأزهر.

اسألوا «عبدالناصر» لماذا اخترت منبر الأزهر لتتحدث من فوقه لأمتك المصرية والعربية أثناء العدوان الثلاثى.

اسألوهم عن الأئمة الكبار شيوخ الأزهر الإمام الأكبر حسن مأمون، ومحمد الفحام وعبدالحليم محمود والشيوخ محمد زكى إبراهيم ومحمد الغزالى وإبراهيم الدسوقى ومحمد أبى زهرة ومحمد نايل
هذا هو ازهرنا الشريف شرف ووسام لكل من انتسب اليه .

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏‏وقوف‏ و‏بدلة‏‏‏‏

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *