الرئيسية اخبار عاجلة سعيكم مشكور

سعيكم مشكور

moda 1912
سعيكم مشكور
واتساب ماسنجر تلجرام

 

كتب جيهان بركات
وقفت وفاء تبكى فى العزاء على فراق زوجها .. بعد زواج خمسة عشرة سنة … عاشت معه بحلوها ومرها .. عشرة طويلة تحمل فى طياتها احداث كثيرة .. وقرارات مصيرية كثيرة . وهذه هى الحياة
وقفت فى دار المناسبات تتلقي واجب العزاء .. وقفت على الجانب الخاص بالنساء ولكنها ترى كل من يدخل ويخرج .. تنظر اليهم والدموع منهمرة من عينيها … تبكى لفراقه ويتكلم معها عن الصبر والسلوان وتسمع اليهم وتسكت وتبكى …
تتفرس وجوه المعزين وكأنها تنتظر احدا بعينه … اقارب واصحاب وجيران واصدقاءها تعرفهم جميعا .. لا أحد غريب عنها … ويإتى اليها من اسرته يواسوها وتتلقي،منهم العزاء
البقاءلله
وترد عليهم ونعم بالله وتنظر الى الأرض .. ودموعها لا تنتهى …
جاءت صديقتها الحميمة … تربت على كتفها وتقول لها
اهدئي وكفي عن التفكير لاشئ يهم الآن… لايريد منك سوى الدعاء هونى على نفسك
ترد على بل التفكير زاد لان الأسئلة اصبحت بلا أجابة
رحل عنى قبل ان أسأله رحل وانا استحى ان اسأله .. من يجيب عنه الآن من؟
لاحول ولاقوة الا بالله … اهدئي ارجوك لن يفيد حيرتك .. الله يرحمه الله يرحمه ..
وعادت تنظر فى وجوه المعزين من جديد… حتى جاءت سيدة من بعيد تدخل على استحياء . تبكى بحرقة شديدة ووجهها شاحب من الحزن ودخلت وسلمت على الموجودين البقاءلله … وجلست بعيد.
رأتها وفاء وظلت تنظر اليها وتفرس فى وجهها … واقتربت منها وجلست بجانبها
فقالت لها السيدة البقاءلله
ونعم بالله ..
وسكتت ولم تجد ماتقوله
قالت وفاء سعيكم مشكور .. فردت عليها بالبكاء الشديد ..اهدئى لكل إجل كتاب .. هل تعرفينه ..
مسحت دموعها ولم تعرف ماذا ستقول لها ..
ففجاءتها وفاء بالرد الغير،متوقع
انتظرت اجابة لسؤال واحد طوال الخمس سنوات الاخيرة من عمره .. عرفتها الآن … هذه اللحظة .
خمس سنوات عشتها معه شهر عسل متواصل .. كان سعيدا يبتسم فى وجهى ويتكلم معى او بمعنى اصح يسمعنى … ويهادينى بالهدايا فى غير اوقاتها ..
واصبح لنا موعد اسبوعى للنزهة وسفر كل شهر … وساعات طويلة يختلى بنفسه شارد وسارح ومبتسم واتعجب من حاله . ولكنى سعيدة لسعادته .. وشئ فى داخلى يراودنى انى لست مصدر سعادته واتهم نفسي انها وساوس شيطان رجيم .. أبليس الملعون يلوح الى بالهواجس ولا أهنأ بسعادتى مع زوجى حبيبي ..
عشت معه خمس سنوات بسنوات عمرى كله … كانت احلى من بداية زواجى به . خمسة عشر عاما عشرة العمر …. ترك لى ذكرى حلوة كنت انتى سببها كنت مصدر سعادته فأسعدنى كنت سبب فى تغييره واصبح عطوف وحنون … جددت مشاعره وملإت قلبه حبا .. واصبح عطاؤه بلا حدود…. اتعرفين مات مبتسما وهو ينظر الى السماء…
لااعرف احزن ام اغضب … احزن على فراقه او احزن لانه رحل قبل ان اواجهه بالحقيقة .. احزن لانه أسعدنى بسببك … ام إحزن لأنه أحبك في
رحل عنى وعنك … احببته واحببتيه …
دخلتى حياته واسعدتيه . واسعدنى
هل اشكرك ام اعزيكى …
نظرت اليها السيدة وهمت للخروج . وقفت وفاء وقالت لها …. سعيكم مشكور

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *