بقلم / هبه فرج
“رصـــــد الوطن”
منذ مولدنا ومن المفترض ان نعيش الطفولة بشكلها الايجابى الصحيح ،حيث اننا ان لم نعيشها فقط تنقسم حياتنا الى نصفين ويصبح بداخل كل منا حياتين ، الحياه الواقعيه ،والحياه التى يتمنا أن يعيشها نفس الفرد ويحيي بها كإنسان ويحققها ، نشعر وأن بداخلنا صراع قوى ،تريد كلا من الحياتين البقاء والسيطره ،يقاتل كل منها الأخر بخنجر مسنون والمجنى عليه صاحب الشخصيه الذى يعانى من عدم رضاه من الحياه الواقعية .وبين حياته التى تحيا فى عقله الباطن .
ياله من شعور قاسى يتحدى كل معانى الارتياح والاستقرار ، عندما يصل الانسان الى مداه وحين تصل حالته الى نهايتها يهرب بعيونه ليرى العالم من خلال نظارته السوداء حتى لا يفضحه طموحه وأشتياقه لحياته المتعشعشه بعقله والمسيطره سيطره كامله على كيانه واحلامه . فهو يشعر وكأنه بشخصيتين ، الشخصيه الواقعيه الكاره لها ولايرى ملامحه بداخلها وبين حياته التى يتمناها ويرى كل ملامحه وكيانه وروحه وإحساسه بها ،يحارب ويصارع ويقاوم أملا بأنه يستطيع الانتصار والقضاء على شخصيه منهم ،ولكن واأسفاه دون جدوى وكأن كتب عليه الشقاء والبقاء معذبا لا يرى للحياه ضوء ،تصبح نظارته السوداء التى يرى من وراء عدساتها الحياه وتصبح الحياه هكذا افضل بالنسبه اليه ،بدون الوان ،حياه باهته ،منعدمه الحس والوجود تصبح نظارته السوداء هى محل ثقته بمجتمع لم يشعر بوجوده قط ،لا يرى من خلالها مايجعله يتشبث بها ،.لايرى من خلالها سوى شريط واحداث لحياته المريره التى تمر عليه ،مواقف سلبيه لبشر لا يستطيعون حماية انفسهم .
فكيف يستطيعون حماية مجتمع ساد به الظلم والهوان والفساد والغطرسه؟
كيف يستطيع تقبل المجتمع وإصلاحه ؟؟
مجتمع لايرى سوى المصالح والقيود ومراقبة عيوب الأخرين .
نظارتى السوداء .
كم أعشقك وأهواكى لأنكى أصبحتى جزءا منى لااستطيع الاستغناء عنه طيلة الوقت ، ولست انا وحدى بل الكثيرين اصبحوا الان يتخفتون من ورائها ويتعاملون فى الحياة بشكل ناجح وقوى وبثقه غامرة امام مجتمع لا ينظر سوى للمظاهر الخداعه والملابس الثمينه ونوع السيجار والعربية الفاخمه هكذا تكون الافضل والارقى والمثقف والباشا المنتظر للمناصب الرفيعه .
النظارة السوداء تخفى عيوبا فادحه فى عيون صاحبها فهو دائما يهرب من المواجهه من ورائها، يخفى مايريدالافصاح عنه وعن حقيقته وحقيقة ما يشاهده ، يهرب من مجتمع ليس بمجتمعه وحياة ليست بحياته .
رغم ان النظارة السوداء وراءها اسرارا قوية لملامح الحياة الحقيقية الغير مزيفه ولكن لابد من تركها وابعادها حيث ارتداءها له سلبياته القهرية على صاحبها فتحوله لمريض نفسى لايستطيع ان يرى شمس الحياة بلونها الطبيعى فلابد من اخذ القرار لعدم ارتدائها حتى لا يتأثر حين يقرر الابتعاد عنها فيصاب بالعمى ولايستطيع ان يرى بدونها الحياة حتى لو كانت أبيض وأسود من وراء نظارته السوداء .
اخيرا
من وراء نظارتى السوداء
استطيع ان انظر للعالم لأنتقى من أستطيع أن أراه ومن لا يستحق فى حياتى البقاء .
اترك تعليقا