الرئيسية عربي وعالمي هل نظام التعليم في تركيا يُهدّد العالم بنشر التشدّد؟

هل نظام التعليم في تركيا يُهدّد العالم بنشر التشدّد؟

moda 1134
هل نظام التعليم في تركيا يُهدّد العالم بنشر التشدّد؟
واتساب ماسنجر تلجرام
كتبت:نجلاء علي
“رصــــد الــوطن”

ما زال النظام التعليمي في تركيا، وفي ظل حُكم الرئيس رجب طيّب أردوغان، يُواصل تحوّله من نظام علماني مُنفتح ومُتسامح، إلى نظام مُتشدّد حتى في مناهج الصفوف الابتدائية لأطفال ما زالوا في عُمر الورود.

وتكفي الإشارة إلى أنّ أحمد حمدي جاملي عضو لجنة التربية الوطنية ونائب حزب العدالة والتنمية الحاكم، قد علّق على مفهوم الجهاد الذي أضيف حديثا في المنهج الدراسي التركي، قائلا “لا فائدة من تدريس الرياضيات لطفل لا يعرف الجهاد”.

الأكاديمية والباحثة التركية مايا اراكون كشفت عن أنّ الارتباك والتخبّط من قبل القائمين على العملية التعليمية والتربوية في تركيا، ساهم في ارتفاع عدد المدارس الخاصة ومدارس الأئمة والخطباء. وبينما يزداد التعليم سوءاً، فقد تمّ إهمال التعليم الموحد (للفقراء والأغنياء) والمجاني.

كذلك في عام 2017، وبتوجيهات من حزب العدالة والتنمية الحاكم، فقد تمّ إزالة نظرية النشوء والارتقاء من المنهج الدراسي، وأٌضيف موضوع الجهاد إلى المنهج تحت عنوان “العبادات الأساسية”. والابتعاد تماما عن كل ما هو علمي.

وبرأي اراكون، فقد تسببت آلية اعتماد نتائج نظام المرور من

كذلك في عام 2017، وبتوجيهات من حزب العدالة والتنمية الحاكم، فقد تمّ إزالة نظرية النشوء والارتقاء من المنهج الدراسي، وأٌضيف موضوع الجهاد إلى المنهج تحت عنوان “العبادات الأساسية”. والابتعاد تماما عن كل ما هو علمي.

وبرأي اراكون، فقد تسببت آلية اعتماد نتائج نظام المرور من المرحلة الابتدائية للمرحلة الإعدادية، بفتح الباب واسعا أمام إرسال الطلاب الذين لم ينجحوا لمدارس الأئمة والخطباء.

وانتقدت استمرار اعتقال المدرسين في تركيا بتهمة الدعاية للمنظمات الإرهابية، وخصوصاً في أعقاب محاولة الانقلاب على إردوغان العام الماضي، ولذلك تسعى الحكومة لتعيين بدلاً منهم المدرسين الذين يستوفون شرط: “العمل على التعليم البشري الذي يحارب الشيطان بتوجيه من القرآن والسنة”. بل وفتح كادر لأقاربهم أيضاً.

وذكر موقع “أحوال تركية”، أنّه قبل تطبيق النظام التعليمي الجديد في تركيا، كان عدد الطلاب في 537 مدرسة ثانوية دينية في العام الدراسي 2012، 270 ألف طالب، ولكن في العام الدراسي 2016 – 2017 ارتفع عدد هذه المدارس إلى 1408 مدرسة وعدد الطلاب إلى 635 ألف طالب. وعند إضافة 122 ألف طالب يدرسون بالمدارس الدينية نظام التعليم المفتوح، يصل عدد الطلاب الذين يدرسون فى جميع المدارس الدينية بتركيا إلى 757 ألف طالب.

كما كشفت الكاتبة والباحثة التركية بيرجان ديرمنجي عن أنّ السلطات التركية عملت مؤخراً، على إغلاق أكثر من 5000 جمعية ومدرسة ونقابة وجامعة ومؤسسة إعلامية في المناطق الكردية لوحدها، كما قامت مجالس الوصاية التركية التي شكلتها باستبدال دور الحضانة والرعاية النهارية التي كانت تهتم بتعليم الأطفال الأكراد لغتهم الأم بكتاتيب القرآن.

كشفت شبكة “أحوال تركية” في تقارير بحثية لها عن أسباب تردي النظام التعليمي في تركيا، لدرجة أنّ أندرياس سكليشر مدير بيسا (البرنامج الدولي لتقييم الطلبة، الذي تُشرف عليه منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية)، قال مُخاطباً المسؤولين الأتراك: “نظام التعليم التركي لا يلائم العالم…. وما تُدرّسونه الآن ليس مُجدياً”. وأكد أنّ تركيا إحدى الدول التي يُعاني فيها المعلمون من أوضاع سيئة.

واختبار “بيسا” هو اختبار يُجرى مرّة كل ثلاث سنوات، يدخله الطلاب البالغ أعمارهم 15 سنة في جميع أنحاء العالم، حيث يجري امتحانهم في مجالات الرياضيات والعلوم والقراءة.

وأوردت الباحثة والأكاديمية التركية مايا اراكون أنّه ووفقاً لنتائج بيسا فإنّ الطلاب الأتراك هم الأقل مستوى في متوسط منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في تلك المجالات الرياضيات والعلوم والقراءة، علماً بأنّه قد تمّ إجراء الاختبار بين 540 ألف طالب في عُمر 15 سنة ينتمون إلى 72 دولة.

وذكرت أنّه، وفي إحصاءات تمّ نشرها مؤخرا، فإنّ الراتب السنوي للمُدرّس في الولايات المتحدة يتجاوز 140 ألف دولار، وفي اسكتلندا 145 ألف دولار، وفي الدانمارك 160 ألف دولار، وفي كندا 170 ألف دولار.

أما الراتب السنوي للمُدرّس الأعلى درجة في تركيا فقد تقرّر أن يصبح حوالي 42 ألف ليرة بدءا من عام 2018 (أقل من 11 ألف دولار).

وبحسب الاتحاد العام لنقابات العمال الأتراك، فإنّ حد الفقر لأسرة مُكوّنة من أربعة أفراد في تركيا هو ما يُقارب 5000 ليرة للعام، أي أنّ المُعلّمين الأتراك يعيشون تحت خط الفقر للعام 2017، وسيبقون كذلك حتى مع الراتب الذي سيحصلون عليه بحلول عام 2018.

وكشف اتحاد نقابات موظفي القطاع العام في دراسة له أنّ الفقر دفع 900 ألف طفل في تركيا إلى العمل، كما أنّه وبحسب جمعية تعليم الأم والطفل، فإنّ الأطفال الأتراك يُعانون من عدم المساواة في فرص التعليم، فمن بين كل عشرة أطفال في عمر السادسة يبقى أربعة أطفال قبل سن التعليم الإلزامي خارج المدرسة.

وفي السنوات الـ 15 الأخيرة في ظل سيطرة حزب العدالة والتنمية على الحكم، فقد واصلت نسبة التحاق الفتيات بالتعليم الثانوي تدنيها السريع، حتى بلغت نسبتهن بالتعليم الثانوي في عموم تركيا حوالي 80% بالمائة.

ورأت مايا اراكون أنّ الظروف المادية السلبية تؤثر على الحالة النفسية للمعلمين بشكل كبير. ونقلت حقائق مُهمة عن “دراسة استطلاع آراء المعلمين بشأن أوضاعهم الاقتصادية” التي أجرتها نقابة قطاع التعليم والتربية، حيث تبين أنّ: (83%) من المعلمين يرون عدم كفاية رواتبهم، (74%) منهم يرون تضاؤل احترام المجتمع وتقديره، (86%) يرون أنهم لا يمتلكون ظروف عمل مماثلة لما لدى المعلمين في الدول المتقدمة، (73%) غير مُتحفزين ولا متشجعين لأداء وظائفهم بشكل تام، (52%) من المعلمين يعيشون مشاكل نفسية بسبب عدم كفاية رواتبهم وعجزها عن الوفاء بمتطلباتهم. ويذكر (50%) منهم أنه ربما يترك عمله بالتدريس إذا ما وجد عملاً آخر في أيّ مجال، فيما يتخوف (52%) من التربويين

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *