الرئيسية اخبار عاجلة آثار البطالة علي المجتمع والسياسة والاقتصاد .

آثار البطالة علي المجتمع والسياسة والاقتصاد .

fatakat 6486
آثار البطالة علي المجتمع والسياسة والاقتصاد .
واتساب ماسنجر تلجرام
كتب :فاطمة فؤاد عليان

كنت أتحدث مع أحدي فتيات قريتنا وهي من المتفوقات علميا في المرحلة الإعدادية ، وصدمت حقاً عندما سالتها عما تنوي الالتحاق به في المرحلة القادمه،فاجاءتني بردها قائله :” هقدم تمريض باذن الله”، فسالتها بتعجب: “وليه متقدميش ثانوية عامة؟!، انتي متفوقة ان شاء الله هتدخلي كلية كويسة وهتبقي حاجة كويسة بإذن الله وتفكيرك هيعلي بكتير بالخبرة إلي هتكتسبيها من المؤهل العالي، أحسن من تمريض “. ردت قائلة:”ادخل ثانوي ويطلع عين أبويا في مصاريف الدروس والمذكرات وبعدين ادخل الكلية إلي هيا مصاريفها تحل الوسط وفي الاخر اقعد في البيت وملاقيش شغلانه زيك وزي غيرك كتير شوفي كده كام واحد في البلد الي متخرج من كليه تجارة وشغال علي التكاتك والي متخرج من صيدله وطالع عينه في الصيدليات الخاصه متمرط بين أيدين الدكاترة الكبار وإلي اتخرجوا من كلية التربية ولحد الان مش لاقين تعيين ولا وظيفة تلمهم وتسد حاجاتهم، طب وليه اعمل في نفسي كل ده ، ما اختصر الطريق من اوله وادخل تمریض احسن علي الاقل هضمن وظيفة بعد ما اتخرج علي طول”. صدمت من ردها ولم استطع الأجابة فما كان عليا سوي الصمت. فعلا وجدت كلامها حقيقيا وواقعياً . هناك الآلاف والآلاف تخرجوا من الكليات والمؤهلات العليا واين هم الان؟!في الشوارع،منهم من يعمل كسائق توتوك، ومنهم من يعمل كاجرسون في اي كافية او اي قهوة شعبيه، منهم من يعمل كا بائع للخضار في الأسواق العامة ، ورغم أن عمله ليس بـ عيب، لكنه يجد من يوبخه ويوبخ تعليمه العالي الذي دفعه لهذه النهاية الظالمة ومنهم من حولته قسوة الظروف الي شخص بلطجي يحمل السلاح الابيض في جيبه، دوما لا يفارقه سواء هو أو المخدرات، لقد نعم رأيتهم يبيعون المخدرات لتوفير احتياجتهم اليومية، لقد حولتهم البطالة من النقاء إلي القذارة، من العلم والرقي الي الجهل والتأخر بكل ما تعنيه الكلمة من معني. ولكن دعوني اتحدث بشكل علمي، سوف اعرض عليكم أثار ومساوئ البطالة علی المجتمع والاقتصاد والسياسة بشكل عام.

أولاً: الآثار الاجتماعية .

• تعزز البطالة ظاهرة الهجرة و خاصة هجرة الشباب بحثاً عن وظائف جديدة أو فرص عمل بالخارج . • تكون البطالة سببًا للكثير من أشكال الإجرام و الانحرافات. فالبطالة من أخطر المشكلات الاجتماعية وإهمال علاجها يؤدي إلى العواقب فهي الباب الموصل إلى كل الشرور لأنه يهيئ للأفراد فرصة التفكير في مزاولة الإجرام على اختلاف صوره ويرى الإمام أحمد بن حنبل مثل هذا الرأي فيقول: (إذا جلس الرجل ولم يحترف دعته نفسه إلى أن يأخذ ما في أيدي الناس). • تؤثر البطالة على ترابط الأسرة فهي أحد أسباب التفكك الآسري.

ثانياً:الآثار الاقتصادية .

• ضعف الإنتاج لوجود طاقات بشرية مهدرة (غير مستعملة). • ترك بعض الإمكانات المتاحة للمجتمع دون وظائف . • تؤثر البطالة على حجم الإنتاج باعتبار أن العمل عنصر أساسي في عملية الإنتاج. • تؤثر البطالة على حجم الدخل و على توزيعه. • تؤثر بصفة غير مباشرة على الاستهلاك و على الصادرات والواردات. • تؤثر على مستوى تحقيق إشباع الحاجات الفردية والجماعية.

ثالثا:الآثار السياسية .

• عدم الاستقرار الاجتماعي يقود في كثير من الأحيان إلى عدم الاستقرار السياسي و الأمني، فالبطالة تصيب الفرد باليأس والإحباط وإذ ذاك يكون سهلاً على الجماعات المتطرفة والإجرامية تجنيده للقيام بالأعمال الإرهابية و إشاعة الفوضى في المجتمع. • الفرد العاطل عن العمل يشعر بالإقصاء والحرمان من طرف دولته حتى تجد له وظيفة وهذا يضعف لديه الشعور بالانتماء و الشعور بالوطنية.

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *