الرئيسية أخبار الفضيلة في بيت العنكّبوت.. مُجاملٌ أم مُنافقٌ!!

الفضيلة في بيت العنكّبوت.. مُجاملٌ أم مُنافقٌ!!

moda 1785
الفضيلة في بيت العنكّبوت.. مُجاملٌ أم مُنافقٌ!!
واتساب ماسنجر تلجرام

بقلم / أحمد القاضي

“لا يخشى الطائر إنكسار الغُصن الذي يقف عليه، لأن ثقته ليست بالغُصن، بل في جَناحيه.”
– دينزل واشنطن
ليس كل من يرتدي الأقنعة يكون مُنافقاً فربما يُخفى تحتها الكثير من الآلام.. فجميعُنا يُحاول التعافي من شئ ما لا أحد يعلم عنه شيئاً.
أحياناً تُجبرنا طبيعة وظائفنا أو تغيير أنماط حياتنا العملية بشكل أو بآخر على فتح أفاق جديدة من العلاقات لا تتشابه مع تلك التي كانت ذي قبل، من حيث تعددها وتشعبها، من حيث ظاهرها وجوهرها، فقد يعتقد بعضهم من محدودي الإدراك أو الغيورين أو ذوي النفوس المريضة بأن اقامة مثل تلك العلاقات أشبه بمن يرقص على كل الحبال كي يصل لحاجة ما في نفس يعقوب، أو يتحايل ليلتقط هدفه ومبتغاه داهساً في طريقه كل القيم والمثل والأخلاقيات التي نشأ وترعرع عليها طِيلة حياته، ولكن هيهات بين من ينشُد النجاح والتفوق بمبدأ أن الدنيا عطاءٌ متبادل وكل منا يُكمل فيها الآخر وبين من يرتقى على أكتاف غيره من الوُصولين والإنتهازيين الذين يتنازلون طواعيةً وبسهولة عن كل مبادئهم للوصول لهدفهم بمبدأ ملعون وهو “الغاية تُبرر الوسيلة” فتعساً لها من غاية وسحقاً لها من وسيلة.
الفضيلة هي حالة حرب دائمة، ولكي نتعايش معها علينا أن نكون دائماً في معركة مع أنفسنا ..جان جاك روسو
لست ممن يدعي الفضيلة فأنا بشرٌ أُخطأ وأُصيب فكل شخص هو مجموعة من الفضائل والرذائل معاً.. تزداد فضائله.. أو تنقص.. أو تزداد رذائله.. أو تنقص.. فكلها مسائل نسبية.. فلا يوجد «فاضل» بالمطلق.. كما لا يوجد «رذل» بالمطلق، فحقيقة أن “رضا الناس غاية لا تُدرك” هي واقع لابد وأن نتعايش معه وإلا فقدنا عُقولنا وأُنهِكنا البحث عن رضائهم.
إنّ شر النفاق ما داخلته أسباب الفضيلة، وأشر المنافقين قومٌ لم يستطيعوا أن يكونوا فُضلاء بالحق؛ فصاروا فُضلاء بشيء جعلوه يشبه الحق.
الفضيلة هي نصفك الآخر المفقود.. عندما تزداد رذائلك.. والرذيلة هي جزؤك الذي تحاول أن تهرب منه أو تنغمس فيه.. بمرور الوقت تتساقط الأقنعة قناع تلو الآخر وحتى إن حاول بعضهم الإستمرار في إرتداء قناع زائف حتما سيسقط وتتكشف الحقائق فإن أوهن البيوت لبيتُ العنكبوت، ولنتذكر هنا مقولة ابراهام لينكول الاشهر- “يُمكنك أن تخدع بعض الناس كُل الوقت، وكُل الناس بعض الوقت، لكنك لن تستطيع خِداع كُل الناس كُل الوقت”
فمثلما أن هنالك خيطاً رفيعاً ما بين الصراحة والوقاحة، هناك أيضاً خيطٌ رفيعٌ ما بين المجاملة والنفاق.
والفرق بين المجامل والمنافق، أنّ الأوّل يُظهر صدقه ولو بعد حين فغالباً ستفضحه المواقف عاجلا ًكان أم آجلا، وأمّا المنافق فيُظهر كذبه ونفاقه بعد أن تتحقق أهدافه، وحينما لا تربطه أية مصلحة عند من نافق له. والمجامل يظلّ صديقاً مخلصاً لمن جامله حتى وإن لم تجمعه كثرة المواقف، أمّا المنافق فيخلع من إدّعى صداقته له بعد أن يخرج من وظيفته ويبتعد عن كرسيّه أو يتمكن من تحقيق مصلحته.
كما أن المجامل يبقى على حاله، الا ان تغيرت طبيعة علاقته بهذا الشخص أو ذاك، بسبب خلاف، أو مشكلة، أما المنافق فيتغير حاله بمجرد إنقضاء حاجته، سواء بحصوله على ما يُريد، أو بتغير المناصب التي يملكها هو أو الآخر.
وتبقى الحدود المعقولة للمُجاملة أحد أسس المحافظة على ذلك الخيط الرفيع الفاصل ما بينها وبين النفاق، فالمجاملة الزائدة عن حدها الطبيعي تدخل أحيانا في شُبهة النفاق، خاصة إن كان الشخص لا يستحقها فعلاً.
نحن لا نعترف بأخطائنا من باب الإعتراف بالخطأ.. ولكن من باب إدعاء التواضع.. وهذه قمة الغرور!
إن إختلال عجلة القيادة في يد سائقها لهو أحد أكبر تحديات القيادة للوصول لبر الامان وعلامات الاختلال تبدو واضحة لكل ذي عينين
فبعدك عن الطريق المستقيم له مؤشرات واضحة وليس من العقل ابدا ألا نعترف بأخطاءنا من اجل اصلاحها والبعد عن سوء الخواتيم
وشكراً لكل من قدم لنا نقداً أو أسدى لنا نصيحة فجعلناها جسراً نعبر به لنجاحات أكبر وتوهجات أومض. فأحيانا تُقاس أهميتك بعدد خُصومك وأعدائك.. لا بحسب أصدقائك!!
إستمر في نِزالك مع إحباطاتك، إبقى شَامخاً أمام صِراعاتك – فإذا أردت أن تطير مع النسور فلابد وأن تتوقف عن السباحة مع البط.

أمثلة لمدعين الفضيلة: الكذب في الحديث، وإخلاف الوعد، وخيانة الأمانة، والفجور في الخصومة، والغدر بالعهود، وكالرياء الذي لا يكون في أصل العمل، وإظهار المودة للغير والقيام له بالخدمة مع إضمار عكسه في النفس.

وقانا الله وإياكم شرور المنافقين، ورزقنا وإياكم عاقبة الداريّن.

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *