الرئيسية مقالات الكتاب الفكر و اقترانه بالعاطفة

الفكر و اقترانه بالعاطفة

moda 2374
الفكر و اقترانه بالعاطفة
واتساب ماسنجر تلجرام
بقلم / الباحثة ميادة عبدالعال 
“رصــــــد الـــــوطـــــن”

لا يستقيم الفكر الخلاق إلا باقترانه بالعاطفة ). صياغة الفكر إذاً عملية عصبية فسيولوجية مجردة من القيم كأي عملية طبيعية، فالأمر والنهي ليس منوطاً بالفكر ولا يقرر الفكر الهدف ، لأن هذه أمور تصدر من الشخصية المركبة من عناصر كثيرة كتجارب النشأة للشخص وما اقتبسه من تعلم وتمثل خلال فترة نضجه، فيحفز الحلال والحرام ويرمز لهذه الأمور بالضمير.أن أنماط التصرف المفيدة للمجتمع مردها للفكر المنطقي البشري. ويرى المفكرون أن عكس هذا هو الصحيح فلولا العواطف التي سبقت الفكر المنطقي واللغة لما نشأ مجتمع ولما بقي إنسان.

ولهذا تتفوق العواطف على الفكر الخالص, كما ان التوحيد بين العواطف والفكر، وإنقاذ الإيمان من الفكر المجرد ، والعلم من تشكيك المتعصبين ضد العلوم الطبيعية،يعود إلى أنها وراء الأهواء التي آذت الإنسان واختلاط العواطف أو الإحساس بالفكر الخالص يشوه التصرف والمعرفة.ولولا العواطف التي سبقت الفكر المنطقي واللغة لما نشأ مجتمع ولا بقي انسان. فالعقل يعمل بوحدة واحدة لا تفصل بين فكر وعاطفة، ولا يستقيم الفكر الخلاق إلا إذا اقترن بالعاطفة,ومع أن الإنسان يقوم بالتفكير بصورة دائمة، فإن فهم عملية التفكيرالتي تقوم بها يحتاج إلى قدر كبير من الجهد، وكثير من جوانب هذه العملية لا يزال غامضاً، وبحوث علم النفس الارتقائي وعلم نفس الأعصاب، ونظريات التعلم البشري… تقدم إشارات غير كافية في بيان دور العقل والقلب وعوامل البيئة الخارجية. ومع ذلك فقد تم التمييز بين أنواع من التفكير لكل منها دوره وأهميته في تكييف حياة الفرد الإنساني وبناء مقومات المجتمع الإنساني، ومن هذه الأنواع: التفكير العميق، والتفكير المتشعب، والتفكير الإبداعي، والتفكير المقاصدي، والتفكير الاستراتيجي، والتفكير النقدي، والتفكير السببي،وتميز البشر بالفكر أمر مشهود ومعروف منذ أقدم الأزمان، لأنَّه صورةٌ من صور وَعْي الإنسان بذاته وبما هو خارج عن ذاته.

يقول ابن خلدون: “اعلم أنَّ الله سبحانه وتعالى ميّز البشر عن سائر الحيوانات بالفكر الذي جعله مبدأ كماله ونهاية فضلة على الكائنات وشرفه؛ ذلك أن الإدراك وهو شعور المدرك في ذاته مما هو خارج عن ذاته هو خاص بالحيوان فقط من بين سائر الكائنات والموجودات، فالحيوانات تشعر بما هو خارج عن ذاتها، بما ركب الله فيها من الحواس الظاهرة: السمع والبصر والشم والذوق واللمس، ويزيد الإنسان من بينها أنه يدرك الخارج عن ذاته الفكر الذي وراء حسِّه، وذلك بقوى جعلت له في بطون دماغه، ينتزع منها صور المحسوسات ويجول بذهنه فيها، فيجرد منها صوراً أخرى. والفكر هو التصرف في تلك الصور وراء الحسّ، وجولان الذهن فيها بالانتزاع والتركيب،

نوضح مضمون الفكر والتفكير والخصائص التي يتصف بها المفكر في سياق الخصائص التي تتصف بها شخصيات آخرى ضمن الحقل الدلالي للخصائص التي تلتقي أو تتقاطع مع قضايا الفكر وخصائص المفكرين. وفي هذا السياق بدأنا في تحديد مجال الاختصاص العلمي وموقع المفكر منه. ولاحظنا أن المفكر ربما يبدأ عمله الفكري بالتبحر في ميدان تخصصه، ثم يتوسع في الإلمام والاهتمام بتخصصات أخرى، ويأخذ في صياغة فهمه لبعص عناصر المعرفة العلمية المتخصصة لتكون مادة ثقافية عامة، ثم يبدأ في عملية الترقي بهذه الثقافة لصياغة مفاهيم ورؤى فكرية تتصف بالتحديد والتركيز والعمق مغلفه بغلاف العاطفة,,,لا يستقيم الفكر الخلاق إلا باقترانه بالعاطفة

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *