لحظات فى رحلة علاج مريضة سرطان لا تعرف اليأس
كتبت / ولاء خطاب
“رصــــد الــوطــن”
فى حياة مريض السرطان لحظات لا يعرفها أحد غيره، فهى داخلية وعميقة جدا بحيث أنه قد لا يتمكن من التعبير عنها أحيانا ولا يراها من حوله أبدا مهما حاولوا .. هذه الأوقات التى يشعرون فيها بأنهم ليسوا فى الدنيا، بينما فى حالة وسط ما بين السماء والأرض روحهم معلقة وتركيزهم مشتت.
ومن بين قصص مرضى السرطان التى تعطينا الإرادة وتنقل لنا الوجع فى صورة انتصارات، كانت كلمات ياسمين غيث التى لعبت دور هبة مريضة السرطان فى مسلسل “حلاوة الدنيا”، وهى مريضة سرطان فى الواقع، مما جعل دورها أكثر ملامسة للروح.
تقول ياسمين عن المرض:” كنت شايفة إنه حاجة بعيدة ولما جالى اترعبت .. شوفت انى لازم اجهز نفسى للموت ما انا خلاص حياتى هتخلص”.
فى يومين فقط علمت بمرضها وخضعت لجراحة اسئصال للورم
تتحدث ياسمين عن مشاعرها للمرة الأولى بهذا الكم من الصدق ومكاشفة الذات، وتتحدث عن رغبتها فى الحياة وحالة الإنكار التى عايشتها، ولم تستوعب أبدا أن تصاب بعذا المرض فى سن صغير لا يتعدى التاسعة والعشرين، وطوال عمرها كانت تعرفه على أنه “المرض الوحش” الذى دائما ما كانت تخاف حتى أن تقول اسمه حتى لا يقترب منها.
وعلى الرغم من كل هذه المشاعر كان قرار إجراء العملية مطروح أمامها ويحتاج الطبيب فقط لموافقتها، حيث كان أمامها صراع داخلى ما بين الاستسلام لصدمة المرض والاستعداد للموت وما بين الصراع للحياة والاستعداد للنجاة، وهكذا انتصرت بداخلها رغبتها فى الحياة واتخذت قراراها سريعا، فى يومين فقط كانت قد أجريت عملية استئصال للورم من ثديها الذى اكتشفته بالصدفة عند تغيير ملابسها.
ياسمين تؤكد أنها على الرغم من قرارها الذى لم تتردد فيه، إلا أنها ظلت فى مرحلة إنكار بعدها، قائلة: “بدأت أدخل فى حالة اكتئاب ولا أشعر بأصدقائى من حولى فقد أصبحت أنظر لكل شىء فى الحياة بطريقة مختلفة، وعلمت جيدا معنى أن يكون الشخص واقفا على قدمه وبكامل صحته، ثم بدأت أفكر ما هو هدفى فكان أننى يجب أن اعيش واتحدى المرض”.
ترويها ياسمين: “كان من أصعب اللحظات هو حلاقة شعرى خلال جلسات الكيماوى بعد أن تساقط، ولعل هذه اللحظة هى ثانى أصعب لحظة بعد صدمة معرفة الإصابة بالمرض”، هكذا عبرت ياسمين عما كانت تتألم منه نفسيا أكثر مما تقاسى منه جسديا، حيث آلام العلاج وآثاره الجانبية على صحتها.
كان اكتشاف ياسمين للسرطان تحديدا فى شهر سبتمبر من عام 2016، حيث نشرت على صفحتها الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعى حقيقة مرضها وبدأ يتفاعل معها جمهور السوشيال ميديا، وخطوة بخطوة بدأت فى نقل تجربتها فى محاربة السرطان كنوع من التوعية بالمرض الذى لا تهتم به مسبقا، حيث إنها تلقت بعد الجراحة حوالى 10 جلسات كيماوى و30 جلسة إشعاعى، ومازالت تتلفى علاج هرمونى إلى الآن.
اترك تعليقا